أحمد النجار (دبي)
للقراءة أهمية في حياتها الفنية والمهنية، لكونها تساهم في إثراء ذائقتها الوجدانية والموسيقية، فهي على قناعة تامة بأنه ليس هنالك حياة بلا ثقافة ولا ثقافة بلا قراءة، وبالتالي لا حياة بلا قراءة، هكذا تكشف الكاتبة والموسيقية إيمان الهاشمي عن رويتها، معتبرة أن الشعوب التي لا تقرأ لا ترقى، فالكتب الخصبة والمفيدة تمثل عناصر إلهام للفكر والوعي البشري، وتشكل وعاءً للمعرفة وللتواصل الحضاري بين الشعوب.
وتناغماً مع شهر القراءة، استعرضت إيمان تجربتها في كتابة سلسلة مقالات عن تاريخ الموسيقى العالمية، وتعتبرها رحلة ثقافية بين أنغام الشعوب، اعتمدت في توثيقها باللغة العربية لما تتمتع به من جمال وخصوبة في شرح تاريخ الموسيقى بطريقة موسيقية تستند إلى إيقاع الكلمة ولحن الحرف، بما يحفز القارئ على الاستمرار في القراءة، وكأنه في حالة استماع واستمتاع إلى الموسيقى، وفي الوقت نفسه يقرأ عن التاريخ ويتعلم.
تاريخ الموسيقى
فكرة المقالات الموسيقية ورسالتها التي تود نقلها إلى القراء في المجتمع، ترتكز على نشر ثقافة الموسيقى من بوابة العلم بالشيء، فالعلم وفق إيمان جنات فسيحة من البساتين الغناء، فمن الجميل أن تقطف من كل بستان زهرة معرفة تجمل بها عقلك، والأجمل أن تختار نوعاً معيناً من الزهور لتستنشقه عن قرب، فتتكاثف معرفتك العلمية، وتتعمق في تفاصيل هذا المجال.
وتوضح: لهذا اخترت الموسيقى لدراسة تاريخها وكيفية نشآتها واكتشاف الآلات الموسيقية وماهيتها وكيف تم تطويرها وصناعتها إلى وقتنا الحالي، وربما التنبؤ بما ستؤول إليه في المستقبل.
أفكار وقيم
وعرجت إيمان إلى مصادر القراءة التي تنهل منها الأفكار والعلوم والقيم، فقالت: «إنها تقرأ كل ما هو مفيد، سواء في مجالها الموسيقي أو في مجالات العلوم والآداب الإنسانية الأخرى، حيث تقرأ حالياً كتباً جامعية وتتعمق في دراستها، فهي تتحدث عن الإعلام، كما تركز على كل ما يختص بمجالها الأكاديمي والثقافي في الوقت نفسه».
القراءة وتذوق الموسيقى
كما تحدثت إيمان عن الفروق الجوهرية بين القراءة والموسيقى بالنسبة للفرد، فقالت: «إن الموسيقى يمكن أن تلعب دوراً مؤثراً في تبني قضايا اجتماعية وإنسانية». مضيفة: «لا توجد فروق شاسعة بين القراءة والموسيقى، ففي كل لغة نغمة معينة تماماً كالسلالم الموسيقية السبعة، أما عن دورها في تبني القضايا المجتمعية التي تهم الناس، فمن الطبيعي أن ينصت الإنسان إلى الصوت الذي يثق به، فإن جاءت النصيحة مثلاً بصوت أو (نوتة) غليظة، فلن يعمل متلقيها بها».
وتتابع: «لكن الكلمة الطيبة بالنغمة الهادئة المريحة، تدخل إلى القلب بسهولة وتؤثر على قرارات العقل أيضاً، ولذلك نقول دائماً إن الكلمة الطيبة أقوى سلاح في العالم».
ورأت إيمان أن هناك إشكالية في قراءة كتب تعلم الموسيقى، وهو السبب الجوهري الذي قررت على ضوئه كتابتها بطريقة موسيقية؛ كي تحفز القارئ على إكمال المعلومة بسعادة، والاستفادة منها، وبالتالي تتم نشر المعرفة والثقافة بأسلوب ممتع وشائق ومفيد.